الأشعة التداخلية و تعدد المجالات
تعد الأشعة بكافة أنواعها هى المحور الرئيسى فى عملية التشخيص الطبى للمرضى، فهى كما يطلق عليها “عين الطب” التى من خلالها يمكن للمختصين النظر بعين الخبير داخل جسم الإنسان بدقة عالية، و بالتالى القدرة على تقييم الوضع العام للمريض و إجراء التشخيص السليم له و كذلك توجية الطبيب المعالج لطريقة العلاج المناسبة.
الجدير بالذكر إن مجال الأشعة شهد تطورات كبيرة فى العقود الأخيرة، و تعددت الإتجاهات فى مجال تصوير الأشعة بعد أن كانت الأشعة محصورة فى الأشعة السينية و هى أحد ركائز علم الأشعة،حيث كانت مجرد إضافة قد تكون سطحية لعملية التشخيص.
تشعبت علوم الأشعة لتشمل أنوعاً متعددة مثل الموجات فوق الصوتية، الأشعة المقطعية، الرنين المغناطيسى، الأشعة النووية و الأشعة التداخلية و غيرها. ليصبح علم الأشعة متسارعاً بشكل كبير و مواكباً للتطور التقنى الهائل و أصبح الكثير من أنواع الأشعة فى تطور مستمر و دائم كل على حده،
فمثلاً الأشعة المقطعية تطورت بشكل مذهل ليصبح تصوير المريض يستغرق ثوانى معدودة فقط، و بدقة عالية، و بنسبة إشعاع ضئيلة لا تكاد تذكر.
و كذلك الموجات فوق الصوتية، تطورت و أصبحت محوراً رئيسياً فى تشخيص العديد من الأمراض، خصوصاً لدى الأطفال حيث لا يتم إستخدام الإشعاع الذى يعتبر مضراً لهم.
بالإضافة إلى الأشعة التداخلية، التى أصبحت تنافس الكثير من العمليات الجراحية التقليدية، و أصبحت أكثر نجاحاً و أماناً عنها، حيث لا يقتصر دروها على التشخيص فقط.
و تعدت ذلك إلى علاج الكثير من الأمراض بدون تدخل جراحى، و بدون التعرض لمضاعفات الجراحة، و بإستخدام إجراءات عالية التقنية و لكنها أسهل على المريض، كما إنها تتطلب أقل فترة نقاهة، و يستطيع المريض العودة لممارسة حياتة الطبيعية بعد فترة وجيزة، و أيضاً تجنب المريض من التعرض للتخدير الكلى حيث إنها تتم تحت تأثير المخدر الموضعى.
و قد شهدت الأشعة التداخلية نسب نجاح عالية جداً فى علاج ألياف الرحم بدون إستئصال، علاج الدوالى بدون جراحة سواء دوالى الساقين، أو الخصية، علاج إنسداد الشرايين و الأوعية و علاج أورام و سرطان الكبد و وضع القساطر العلاجية، و كذلك علاج حالات العقم و إنسداد قناة فالوب، دوالى الحبل المنوى و تضخم البروستاتا و الطحال و حالات النزيف بالجسم و الدماغ و أيضاً علاج حالات الجلطات فى الساعات الأولى منها عن طريق إدخال قسطرة تشفط الجلطات و غيرها من الأمراض.
حيث تستهدف الأشعة الأنسجة المصابة فقط، و تعمل على علاجها دون التعرض للأنسجة السليمة المحيطة، أو الأعضاء المجاورة للعضو المصاب، و بذلك تصبح الأشعة التداخلية أحد ركائز الطب الحديث، و ذلك لدورها الفعال فى العديد من المجالات الطبية و فى تشخيص و علاج الكثير من الأمراض و المشاكل الصحية بأقل أضرار و أكبر نسبة نجاح.